الدوار نقطة مناسبة تماما .
حالة محايدة قائمة بذاتها تصلح دوما للبدء أو الانتهاء.
انه يتسلل في فضاء دماغك ويسرح ببطء .. كتيار هواء ثقيل يبدأ مجاورا لجدار رأسك الداخلي , ويحتك به بخشونه دافعا كل شيء للأمام ... ببطء وباصرار.. راجعا من حيث بدأ .
انه يفقد بطأه هذا كلما اتجهنا للمركز , وها أنت الان .. ذات دماغ واسعة جوفاء , وفي مركزها تماما عمود هواء يدور كأفضل راقص باليه يقف علي طرف اصبعه ويدور... يدور بسرعة.
من نافذة الطابق السادس وقفت لمجرد الرصد, وكانت أغطية زجاجات المياة الغازية في المحل المقابل صغيرة ومصطفة بطريقة مستفزة, تثير الرغبة في احضار مسدس واطلاق رصاصات متتابعة باحكام للاطاحة بها.
عموما بدا هذا حلما مستحيلا حيث انها لا تملك مسدسا , ولارصاصات , ولا عيون قادرة علي التصويب.
ضعف عينيها المضببتين بالدموع لم يمنعها من رؤية العربة التي تتجول في الصحراء بطريقة عشوائية. للوهلة الأولي فكرت في أن بداخلها شخص ما تائه يرغب في الوصول للطريق السريع, ثم فكرت أن بداخلها شخصين يتحابان في هدوء. أيقنت أنها لن تستطيع رؤية يدين متشابكين في الحديقة أو علي الكورنيش دون أن يصاحب ذلك فكرة احضار المسدس.
واد ... اثنان ... ثلاثة....ثلاثون
ثلاثون سنة ...!
أحتفل اليوم بعامي الثلاثين ... ضئيلة ومنفردة كفأر هزيل يختبئ فوق سطح بناية قديمة فاشلا في الدخول لأحد البيوت .
هزيلة كفأر وذبابتان في عيني .
" من سبع سنين بالضبط .. كنت راكبة الأتوبيس, الدنيا حر, لكنك كنت جنبي, وكنت محتاجة جدا حاجة تثبت لي أنه هاكون لك في يوم من الأيام.
طلبت منك وعد , وربع جنيه فضه ادتهولي , علي أساس انه ينفع شرعا يكون صداق مسمي بيننا . حطيته في غطا علبة المناديل الوردي , وكتبت علي التارخ, واعتبرت نفسي بهذه التميمة ضمنت السنقبل في جيب شنطتي "
* * *
االيوم أقف .
من شباك الدور السادس أصوب أفكاري علي أغطية الزجاجات . شيء كالوقاحة في هذه الدنيا يجعل الأيام تعبرني , كأعمدة انارة خرساء في طريق أسفلتي أملس .
تعبر تباعا ودون اختلاف.
حالة محايدة قائمة بذاتها تصلح دوما للبدء أو الانتهاء.
انه يتسلل في فضاء دماغك ويسرح ببطء .. كتيار هواء ثقيل يبدأ مجاورا لجدار رأسك الداخلي , ويحتك به بخشونه دافعا كل شيء للأمام ... ببطء وباصرار.. راجعا من حيث بدأ .
انه يفقد بطأه هذا كلما اتجهنا للمركز , وها أنت الان .. ذات دماغ واسعة جوفاء , وفي مركزها تماما عمود هواء يدور كأفضل راقص باليه يقف علي طرف اصبعه ويدور... يدور بسرعة.
من نافذة الطابق السادس وقفت لمجرد الرصد, وكانت أغطية زجاجات المياة الغازية في المحل المقابل صغيرة ومصطفة بطريقة مستفزة, تثير الرغبة في احضار مسدس واطلاق رصاصات متتابعة باحكام للاطاحة بها.
عموما بدا هذا حلما مستحيلا حيث انها لا تملك مسدسا , ولارصاصات , ولا عيون قادرة علي التصويب.
ضعف عينيها المضببتين بالدموع لم يمنعها من رؤية العربة التي تتجول في الصحراء بطريقة عشوائية. للوهلة الأولي فكرت في أن بداخلها شخص ما تائه يرغب في الوصول للطريق السريع, ثم فكرت أن بداخلها شخصين يتحابان في هدوء. أيقنت أنها لن تستطيع رؤية يدين متشابكين في الحديقة أو علي الكورنيش دون أن يصاحب ذلك فكرة احضار المسدس.
واد ... اثنان ... ثلاثة....ثلاثون
ثلاثون سنة ...!
أحتفل اليوم بعامي الثلاثين ... ضئيلة ومنفردة كفأر هزيل يختبئ فوق سطح بناية قديمة فاشلا في الدخول لأحد البيوت .
هزيلة كفأر وذبابتان في عيني .
" من سبع سنين بالضبط .. كنت راكبة الأتوبيس, الدنيا حر, لكنك كنت جنبي, وكنت محتاجة جدا حاجة تثبت لي أنه هاكون لك في يوم من الأيام.
طلبت منك وعد , وربع جنيه فضه ادتهولي , علي أساس انه ينفع شرعا يكون صداق مسمي بيننا . حطيته في غطا علبة المناديل الوردي , وكتبت علي التارخ, واعتبرت نفسي بهذه التميمة ضمنت السنقبل في جيب شنطتي "
* * *
االيوم أقف .
من شباك الدور السادس أصوب أفكاري علي أغطية الزجاجات . شيء كالوقاحة في هذه الدنيا يجعل الأيام تعبرني , كأعمدة انارة خرساء في طريق أسفلتي أملس .
تعبر تباعا ودون اختلاف.