الأربعاء، 30 يوليو 2008

انفصال


الدوار نقطة مناسبة تماما .
حالة محايدة قائمة بذاتها تصلح دوما للبدء أو الانتهاء.
انه يتسلل في فضاء دماغك ويسرح ببطء .. كتيار هواء ثقيل يبدأ مجاورا لجدار رأسك الداخلي , ويحتك به بخشونه دافعا كل شيء للأمام ... ببطء وباصرار.. راجعا من حيث بدأ .
انه يفقد بطأه هذا كلما اتجهنا للمركز , وها أنت الان .. ذات دماغ واسعة جوفاء , وفي مركزها تماما عمود هواء يدور كأفضل راقص باليه يقف علي طرف اصبعه ويدور... يدور بسرعة.
من نافذة الطابق السادس وقفت لمجرد الرصد, وكانت أغطية زجاجات المياة الغازية في المحل المقابل صغيرة ومصطفة بطريقة مستفزة, تثير الرغبة في احضار مسدس واطلاق رصاصات متتابعة باحكام للاطاحة بها.
عموما بدا هذا حلما مستحيلا حيث انها لا تملك مسدسا , ولارصاصات , ولا عيون قادرة علي التصويب.
ضعف عينيها المضببتين بالدموع لم يمنعها من رؤية العربة التي تتجول في الصحراء بطريقة عشوائية. للوهلة الأولي فكرت في أن بداخلها شخص ما تائه يرغب في الوصول للطريق السريع, ثم فكرت أن بداخلها شخصين يتحابان في هدوء. أيقنت أنها لن تستطيع رؤية يدين متشابكين في الحديقة أو علي الكورنيش دون أن يصاحب ذلك فكرة احضار المسدس.
واد ... اثنان ... ثلاثة....ثلاثون
ثلاثون سنة ...!
أحتفل اليوم بعامي الثلاثين ... ضئيلة ومنفردة كفأر هزيل يختبئ فوق سطح بناية قديمة فاشلا في الدخول لأحد البيوت .
هزيلة كفأر وذبابتان في عيني .
" من سبع سنين بالضبط .. كنت راكبة الأتوبيس, الدنيا حر, لكنك كنت جنبي, وكنت محتاجة جدا حاجة تثبت لي أنه هاكون لك في يوم من الأيام.
طلبت منك وعد , وربع جنيه فضه ادتهولي , علي أساس انه ينفع شرعا يكون صداق مسمي بيننا . حطيته في غطا علبة المناديل الوردي , وكتبت علي التارخ, واعتبرت نفسي بهذه التميمة ضمنت السنقبل في جيب شنطتي "

* * *
االيوم أقف .
من شباك الدور السادس أصوب أفكاري علي أغطية الزجاجات . شيء كالوقاحة في هذه الدنيا يجعل الأيام تعبرني , كأعمدة انارة خرساء في طريق أسفلتي أملس .
تعبر تباعا ودون اختلاف.

هناك 7 تعليقات:

... amr يقول...

بداية ... كل سنة وانتي طيبة
و اتمنى لكي دوام السعاة .... حتى ينعكس ذلك في كتاباتك ... تحياتي :)

شادي أصلان يقول...

مش عارف اقول كل سنة وانتي طيبة
لان انا مِش حاسس ان دا كلام ليه علاقة بعيد ميلاد

حتي وانتي تعلني عيد ميلادك تبدعين
دمتي لنا مبدعة رائعة وجميلة

رحاب إبراهيم يقول...

عزيزي عمرو
شكرا لمرورك
لأ هو الحقيقة مش عيد ميلادي ولا انا اتلقطت ولا حاجة الحمد لله (:
دي بس قصة قديمة
أما السعادة......... لا أعرف , ربما حين نكون سعداء لا نضطر للكتابة
تحياتي لك
..................
....................
عزيزي شادي أصلان
منورنا يا فندم
وشكرا لتعليقك الرقيق
خلتني أتمني انه يكون عيد ميلادي بجد
:)

شادي أصلان يقول...

بعد اكتشافي انه مطلعش عيد ميلادك
يبقي كل سنة وانتي طيبة :)
وبعدين تتمني ليه انتي بس انوي يبقي عيد ميلادك بكرةواحنا نعملك عيد ميلاد محصلش في جمهورية مصر العالمية

شادى زلط يقول...

فيروز الآن تقول
لو كنتى تدرين ما الفاه من شجن .

ومصادفة اعبر من هنا لاجدك وقد كتبتى ..
حالة محايدة قائمة بذاتها تصلح دوما للبدء أو الانتهاء.

هل اتفقتى مع فيروز على اللقيا فى عقلى بهذه الحظة تحديداً ؟!

آه لو تعلمين .

لم استطع ان افكر فى شئ آخر بالنص ولا بالفكرة ..

ببساطة توقفت عند تلك الجملة
وأظننى سأبقى كذلك لأيام.

رحاب إبراهيم يقول...

abozikas
حلمت ليلة أمس بنهاية العالم , بعدها استيقظت , تناولت قهوتي وبدأت يومي.
قرأت جملة لصديق يقول : الشيطان يسكن في التفاصيل ..وأعجبتني كثيرا
من منا لا يعشق فيروز / قيثارة السماء
ومن منا يستطيع أن يعلم
يسعدني مرورك أينما كنت
................
شادي أصلان الجميل
عندما آخذ هدنة من غربتي سأطب عليكم كما القدر وساعتها تذكر وعدك ولا تنسي التورتة

شادي أصلان يقول...

فين بقي الشغل؟
مش عايزين كسل من أولها
ماشي؟